محللون يحذرون من تصعيد عسكري بين إسرائيل وإيران بسبب تسريبات إعلامية

حذّر محللون وخبراء أمنيون من إمكانية انزلاق الأوضاع نحو تصعيد عسكري بين إسرائيل وإيران، على خلفية موجة التسريبات والتصريحات التي نُشرت في الأيام الأخيرة، والمنسوبة إلى مصادر إسرائيلية، بشأن التوتر القائم مع طهران، ما قد يؤدي إلى سوء تفسير إيراني لهذه الرسائل.
وبحسب التقديرات، من المتوقع أن تشهد الأيام القريبة تصاعدًا في وتيرة التسريبات والتصريحات، وذلك حتى موعد اللقاء المرتقب بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، نهاية الشهر الجاري.
وذكر تقرير نشره موقع “واينت” العبري أن هذه التصريحات، التي تُنسب أحيانًا إلى “مصدر سياسي رفيع” أو “مصدر أمني أو استخباري”، تهدف – إلى جانب ذلك – إلى صرف الأنظار عن قضايا داخلية حساسة، من بينها المطالب بإقامة لجنة تحقيق رسمية في الإخفاقات التي رافقت هجوم السابع من أكتوبر، وكذلك الجدل حول الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة.
وحذّر التقرير من أن هذا الخطاب الإعلامي قد يؤدي إلى تصعيد أمني حقيقي نتيجة سوء فهم الإيرانيين لهذه الرسائل، سواء كانت مبطنة أو علنية، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد قد يتطور إلى جولة قتالية لا يرغب بها أي من الطرفين.
كما أشار الموقع إلى أن محافل في الجيش الإسرائيلي حذرت في أكثر من مناسبة، خاصة بعد المواجهة الأخيرة مع إيران، من أن أي خطأ في إدارة الملف الإيراني قد يشعل المواجهة مجددًا بين الطرفين.
وأضاف التقرير أن تقييم الوضع داخل إيران يعتمد حاليًا بشكل كبير على ما يُنشر في إسرائيل، وذلك في ظل صعوبة تنفيذ عمليات تجسس داخلها، لافتًا إلى أنه تم إحباط 34 محاولة تجسس إيرانية داخل إسرائيل منذ اندلاع الحرب.
ونقل الموقع عن مصادر أمنية رفيعة قولها:
“إذا بدا للإيرانيين أن رياح الحرب تتجه مجددًا نحو الشرق، فقد يسعون إلى المبادرة بفتح النار على إسرائيل. لذلك، سواء كنا نعتزم مهاجمتهم مرة أخرى أو الحفاظ على وقف إطلاق النار، فإن الخيار الأفضل هو الصمت وعدم إثارة الضجيج الإعلامي.”
وأضافت المصادر أن النشاط الاستثنائي الذي رُصد مؤخرًا في إيران من قبل أجهزة استخبارات غربية، قد يكون ناتجًا عن الأخبار المتداولة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وخصوصًا عبر تطبيق “تلغرام”، ووصفت بعض هذه الأخبار بأنها مضللة وتتحدث عن استعدادات للتصعيد لا أساس لها من الصحة.




