الأخبار الرئيسيةقبسات إخباريةمحطات فكرية

مقالة الشيخ كمال خطيب: “أيها المسلم: لا تخش إلا ربك ولا تخف إلا ذنبك”

الشيخ كمال خطيب

لا يراودني أدنى شكّ في أن المستقبل للإسلام، بل إنه اليقين والثقة بأن الدورة والجولة والصولة هي للإسلام وليس لغيره، وعليه ورغم كل مظاهر الكيد والعداء تجاه الإسلام والمسلمين، فإنني لا أخاف على الإسلام وإنما الخوف هو على أنفسنا، ليس من أعدائنا ولكن من ذنوبنا ومعاصينا، وعليه فإن على كل واحد منا أن يظلّ يسعى للنجاة بنفسه فلا يغرق في بحار الذنوب والمعاصي والآثام، ولا يظلّ يلهث خلف بريق حطام الدنيا الفاني والزائف.

وكما أننا سنكون بعد أيام قليلة بها نطوي عامًا ميلاديًا ونستقبل آخر، وقد جرت العادة بين الناس ومع الأسف، أن طغت على سلوكيات مسلمين كثيرين أنهم يستقبلون العام الجديد بحفلات وسهرات ومجالس لهو ومجون ورقص وخمر حتى طلوع فجر اليوم الأول من العام الجديد. ولو أنهم أحسنوا التفكير وتحرروا من عاداتهم وشيطانهم، لباتوا ليلتهم تلك يبكون ويتحسّرون على عام قد انقضى من أعمارهم ومن رأسمالهم الزماني الذي خسروه وانقضى منهم.

لم نسمع ولم نر عاقلًا يرقص ويغنّي ويفرح لضياع ماله أو خسارة تجارته وحرق ثروته وسرقة رأسماله من الذهب والماس، فليس أنه لا يفرح وحسب، بل إن من الناس من يصاب بالهمّ والغمّ والاكتئاب عند ضياع ماله وخساره رأسماله، وإن منهم من يفكّر بالانتحار ولعلّه ينتحر فعلًا.

ولكننا نسمع ونرى من يفرح ويرقص وهو يضيع رأسماله من الزمن والأيام والسنين، مع العلم أن المال يمكن أن يعوّض إذا ضاع، أما العمر فمن أين سنأتي بعمر جديد إذا ضيّعناه؟

انقضى عام من أعمارنا دون أن نعرف أو أن نسأل أنفسنا هل ربحنا فيه أم خسرنا، لأننا ببساطه لم نكلّف أنفسنا مجرد التفكير بجرد حساب كما أوصانا الفاروق عمر رضي الله عنه لما قال: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم”. بل إننا لم نفعل كما يفعل التاجر وصاحب الدكان نهاية كل شهر ونهاية كل عام. وإذا كان اليوم الذي ينشق فجره ينادي ويقول كما ورد في الأثر: “يا ابن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد، افعل فيّ خيرًا فإني لا أعود”، فمثله ينادي العام الجديد يقول: “يا ابن آدم أنا عام جديد وعلى عملك شهيد، وسرعان ما ستنقضي أيامي وشهوري فافعل فيّ خيرًا فإني لا أعود”.

 يا من سترت لا تفضح 

إن كل واحد منّا إذا قلّب صفحات عامه الذي انقضى ونبش ذاكرته، فإنه سيجد في رصيده أعمالًا يحمد الله عليها أنه سبحانه أعانه ويسّر له القيام بها، وبالمقابل فإنه سيجد أعمالًا يتمنى لو أنه لم يفعلها أو تمحى من صحيفة أعماله. إن كلّ واحد منا لو قلًب صفحة العام الماضي ووجد فيه عملًا طيبًا فإنه يتمنى أن لو استزاد أكثر وأكثر لينال بذلك العمل الرضوان وصحبة المصطفى العدنان في أعالي الجنان. ولو أنه قلّب لوجد كذلك أعمالًا قبيحة إذا ذكرها وضع يده على خدّه وراح يضرب كفًا بكف ويعضّ على شفتيه ولسان حاله يقول: “أستغفر الله العظيم ليت أمي لم تلدني، ويلي إذا لم يغفر لي ربي”.

من منّا الذي في العام الذي بعد أيام سيصبح اسمه العام الماضي، لم يمرّ بامتحان صعب وتحدّ سافر من شهواته وغرائزه وهي تصرخ فيه وتناديه بأعلى صوت بل تشجّعه، لكن صوت خشية الله ويقظة ضميره وتقواه لله كان أعلى من صوت شيطانه ونفسه الأمّارة بالسوء، فوقف عند حدود الله يقول {إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}[آية 16 سورة الحشر].

لكن وبالمقابل، فكم منا ذاك الذي وقف في نفس الامتحان، امتحان الهوى والشهوة والغريزة، فوجد نفسه بين شيطان يضلّه ونفس تنازعه وداعي الشهوة يناديه “هيت لك” وإذا به يتعدّى حدود الله ويقع فيما حرّم الله، إنه كلّما تذكّر ذلك راح يلوم نفسه ويبكي ذنبه ولسان حاله يقول ما قال ذلك الرجل الصالح: “يا من سترت لا تفضح”، ويقول:

إذا ما قال لي ربي       أما استحييت تعصيني

وتخفي الذنب عن خلقي      وبالعصيان تأتيني

من منّا في العام الذي يوشك أن ينقضي فلم يظلم نفسه، لما ظلم غيره أو أكل مال غيره، أو انتقص من حق صاحب حق، أو قطع رحمه، أو تعدّى على حرية جيرانه أو تجاوز بلقمة أو نظرة أو بكلمة أو بهمسة أو بلمسة؟

ومن منّا بجهله وضعف إيمانه وقد ضحك عليه شيطانه وإذا بنفسه الأمّارة بالسوء تزيّن له فعل سوء أيًا كان، فإنه لشقاوته ينظر يمينًا ويسارًا ويريد أن يطمئن أن عيون الناس لا تنظر إليه وينسى أن ينظر إلى السماء ويتذكّر نظر الله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، الله الذي يعلم السر وأخفى، الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، الله الذي {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}[آية 7 سورة المجادلة].

وإذا دعيت لريبة في ظلمة           والنفس داعية إلى الطغيان

فاستح من نظر الإله وقل لها      إن الذي خلق الظلام يراني

عاديته لأجلكم وتصالحونه من دوني؟

كثيرة هي الصفحات المظلمة يجدها الإنسان منّا في سجل سنته التي ستنقضي، وكثيرة هي الزلّات والعيوب بل والمثالب والصغائر، ولعلّها الكبائر من المعاصي والذنوب تصفع الواحد منّا على وجهه حينما يراجع حساب سنته التي انقضت، وإذا أحصاها أو جمعها وجدها كثيرة  تجعله يفعل ما فعله الرجل الصالح ابن الصُمّة يوم انتبه لنفسه وإذا به قد بلغ من العمر ستين سنة، فراح يحسب أيام تلك السنوات فوجدها قد بلغت 21500 يوم، فقال مقرّعًا  نفسه وباكيًا يقول: “لو أنني لم أذنب في اليوم إلا ذنبًا واحدًا هذا يعني أنني سألقى الله ب 21,000 ذنب؟! ويلي إذا لم يغفر لي ربي!!!”.

ولكن لأنه الله سبحانه بكرمه وجوده، ولأنه غافر الذنب وقابل التوب قد قال لنا ونادانا: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}[آية 53 سورة الزمر].

إنه سبحانه يذكّرنا إذا نسينا وينبّهنا إذا غفلنا ويتلطّف بنا إذا غلبنا الشيطان، فيقول لنا: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آية 135 سورة آل عمران].           إنه سبحانه يعاملنا بلطفه ورحمته ويهمس في آذاننا همسة عتاب لما يقول: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا}[آية 50 سورة الكهف]. يقول ابن القيّم عن هذه الآية: “إن في هذا الخطاب نوعًا من العتاب، رقيق، لطيف، عجيب، كأنه سبحانه يقول لك ولي: أنا عاديت إبليس إذ لم يسجد لأبيكم آدم مع الملائكة فعاديته من أجلكم وطردته من الجنة لأجلكم فكيف يصير عاقبة الأمر أن تصطلحوا معه من دوني ثم تتركوني؟”.

فأين رجائي فيك؟

فليس أنه سبحانه يعطينا الفرصة تلو الفرصة لنتوب، بل إنه سبحانه وبكرمه وجوده، يبدّل سيئاتنا حسنات. إنه سبحانه الذي يرحم ضعفنا ويجبر كسرنا، فليس أنه فقط يغفر لنا بل إنه يسترنا ولا يفضحنا على رؤوس الخلائق يوم يسألنا عنها ونحن الذين في الدنيا لم نُطلع عليها أحدًا، ولكن ولأنه سبحانه الستّير، فإنه سترها في الدنيا وحاشاه أن يفضحنا بها أمَام الخلائق يوم القيامة، قال رسول الله ﷺ: “يُدنى المؤمن من ربّه يوم القيامة حتى يضع يده على كتفه فيقرره بذنوبه، فيقول: أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: يا رب أعرف، فيقول الله سبحانه: فإني سترتها عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم فيعطى صحيفة حسناته”.

هكذا نحن وهكذا هو سبحانه، نحن أهل الذنوب والخطايا وهو أهل التقوى وأهل المغفرة، نتجرأ عليه فنعصيه بوقاحة وبلا خجل منه، فإذا رفعنا إليه أيدينا نقول: يا رب يا رب، فإنه يخجل من أن يردّنا خائبين. نأتيه بالذنوب فيأتينا بالمغفرة، نأتيه بالآثام فيأتينا بالعفو، نأتيه بالمعاصي فيأتينا بالستر، نأتيه بما جزاؤه النار فيأتينا بمغفرة وجنّة ورضوان.

أتيتك بأفعال قباح رديئة       وما في الورى عبد جنى كجنايتي

أتحرقني بالنار يا غاية المُنى     فأين رجائي فيك وأين مخافتي

 بل تودّد وتوسّل وتملّق

ها هو عام يمضي وعام سيأتي وبريق الدنيا ولمعانها يستهوينا ويخطف أبصارنا بلمعانه الزائف، فنجري ونلهث خلف السراب وخداع الدنيا {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ}[آية 20 سورة الحديد]. تنقضي هذه الدنيا الغرورة وسنسأل عنها يوم القيامة، “لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه”.

نبيت على ذنب ونصبح على ذنوب بل ونتقلب بين الذنوب والخطايا، وهو سبحانه يمهل ولا يهمل. ولو أنه سبحانه حاسبنا عند فعلتنا ومعصيتنا لهلكنا، ولكنه سبحانه يقول لنا ما قال في صحف إبراهيم: “يا ابن آدم لو شئت لأمرت الأرض لابتلعتك من حينها، أو البحار لأغرقتك في معينها، ولكني أؤجلك لأجل أجّلته ووقت وقّته. فوعزّتي وجلالي لا بدّ لك من الورود إليّ والوقوف بين يديّ أعدد لك أعمالك وأحصي لك أفعالك حتى إذا أيقنت بالبوار وظننت أنك من أصحاب النار، قلت لك: لا تحزن يا عبدي فمن أجلك أسميت نفسي العزيز الغفّار”.

فجدير بنا ونحن بين يديّ عام سينقضي وعام سيبدأ أن نحسن محاسبة أنفسنا قبل أن نحاسب، ونزن أعمالنا قبل أن توزن علينا. كم نكون صادقين مع أنفسنا حين يضع أحدنا رأسه على وسادة نومه فيفتح ويقلّب شريط الذكريات لعام مضى، فإن كان أحسن فليحمد الله، وإن كان أساء فليستغفر الله، ويعزم على أن لا يعود لذلك الذنب أبدًا.

إن الواحد منّا إذا كانت له حاجة من حوائج الدنيا وإن كانت بسيطة، فإنه يتودد بأجمل الكلمات ويتملّق بأحسن العبارات من أجل أن ينال حاجته ممن يملكها وهي من حطام الدنيا الفاني. قال الشيخ محمد أحمد الراشد رحمه الله: “دارت الأيام حتى وجدنا أنفسنا نتودد إلى من نعلم أنه لا يساوي فلسًا أحمرَ، فما بالنا لا نتودد ولا نتملّق، ما بالنا لا نبكي ولا نتوسّل، ما بالنا لا نطرح أنفسنا على الأعتاب في المحراب نقول لربنا سبحانه: “وعزّتك لا أبرح بابك حتى تغفر لي. يا رب عبيدك غيري كثير أمّا أنا فليس لي ربّ سواك”.

ولتكن مراسيلنا إليه سبحانه بالدموع، فهو سبحانه يحبّ لغة الدموع والندم، ويحبّ دموع التوبة فنقول له: “يا ربّ وعزّتك ما غرّني على التجرؤ على معصيتك إلا سترك المسبل علي وطمعي بواسع رحمتك، فلا تخيّب فيك رجائي”. ولماذا لا ترجوه وتتملّق إليه كما كان يفعل أبو العتاهية وهو يقول:

إلهٰي لا تعذّبني فإني              مقرّ بالذي قد كان مني

فما لي حيلة إلا رجائي           لعفوك إن عفوت وحسن ظني

وكم من زلّه لي في الخطايا    وأنت عليّ ذو فضل ومنِّ

إذا فكّرت في ندمي عليه       عضضت أناملي  وقرّعت سنّي

يظنّ الناس بي خيرًا وإني     لشرّ الخلق إن لم تعف عني

ولماذا لا تتملّقه وتتودّد إليه وتنكسر بين يديه، وتقول له: “وعزّتك لو طالبتني يوم القيامة بذنوبي لأطالبنّك بعفوك، ولو طالبتني بخطاياي لأطالبنّك بمغفرتك. وعزّتك لأذكرنّك ما بلّ ريقي، وعزّتك لو أدخلتني النار يوم القيامة لأحدثن أهل النار أني أحبّك”.

ولماذا لا تتملّقه وتتودّد إليه وتقول له بلهجة المحزون المكلوم: “إلهٰي ومولاي، سرّي عندك مكشوف وأنا إليك ملهوف، وأنت يا مولاي بالجود معروف وبالرحمة والستر موصوف. اللهم لا تكشف لي سترًا لا في الدنيا ولا في الآخرة، يا من سترت فيما مضى استرني فيما بقي ولا تفضحني يوم الحساب”.

على الإسلام لا تخافوا

فمع طيّ صفحة عام مضى وإطلالة عام جديد، فلا نخاف من المستقبل وإنما نخاف من الذنوب، ولا نخاف على الإسلام وإنما نخاف على أنفسنا أن نضلّ بعد هدى وأن نعصي بعد طاعة وأن ننحرف بعد استقامة وأن ننكث عهدًا بعد بيعة.

إنها الوصية التي سمعتها بل إنها التي نصحني بها يوم التقيته في مسجد الفاتح في اسطنبول، الشيخ محمد أمين سراج الدين وقد قال لي: “لا تخف إلا ذنبك ولا تخش إلا ربك”.

فلنمضي إلى المستقبل بيقين بالله لا يتزعزع، لا نخاف من أعدائنا أيًا كانوا، ولا يرهبنا بطشهم ولا ظلمهم، وإنما نخاف من ذنوبنا ونخشى إلهٰنا ومولانا وخالقنا فقط. نمضي إلى المستقبل بيقين أن المستقبل لنا ولأمتنا ولديننا. ولكن ماذا ينفعنا أن يتحرر شعبنا وتتحرر أرضنا وتكون لنا دولة، بينما يكون أحدنا أسيرًا بيد الشيطان غارقًا في مستنقع الذنوب والمعاصي. فعلى الإسلام لا تخافوا بل اطمئنوا، وإنما الخوف كل الخوف على أنفسنا. {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا}[آية 8 سورة آل عمران].

نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.

والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى