في الوقت الذي يتردد فيه سوق العمل – صندوق بورتلاند يهيئ جيل قادة الهايتك في عصر الـ AI

في حين أن الأصوات في صناعة الهايتك تتعالى محذّرة من أن الذكاء الاصطناعي (AI) سيؤدي إلى تقليص عدد العاملين والاستغناء عن وظائف، يرى صندوق بورتلاند صورة مختلفة تمامًا: ليست تهديدًا – بل فرصة. الحديث يدور عن واحدة من أعظم الثورات التكنولوجية في جيلنا – ثورة ستفتح أسواقًا جديدة، وتزيد من الطلب على المهنيين، وتستلزم جيلاً جديدًا من المبرمجين والمهندسين ذوي المهارة.
في صندوق بورتلاند يذكّرون أن كل ثورة تكنولوجية في الماضي – من اختفاء مراقبي التذاكر اليدوية في المواصلات العامة وحتى انتقال الكراجات إلى عالم محوسب – لم تقلص عدد العاملين، بل خلقت مهنًا جديدة. كذلك هنا، الذكاء الاصطناعي يقضي على وظائف معينة، لكنه يخلق أخرى وبكميات غير قليلة، ويُلزم السوق بالتجدد والتوسع.
قبل عام كامل بدأ صندوق بورتلاند يدمج في برامجه التدريبية عملاً مكثفًا مع أدوات AI مخصصة للمهام المختلفة في مراحل التطوير، مع تركيز خاص على تدريب المبتدئين (الجونيورز) للهايتك. بذلك سبق صندوق بورتلاند التوجه العام، ووضع نفسه في طليعة التدريب التكنولوجي في البلاد.
الادعاء بأن الشركات ستحتاج إلى عدد أقل من العاملين بسبب النجاعة الجديدة يتلقى في صندوق بورتلاند تفسيرًا معاكسًا: كلما ازدادت القدرات التكنولوجية، اتسع كذلك حجم النشاط التجاري. الشركات تسعى للدخول إلى أسواق جديدة، لتأسيس أقسام إضافية، ولإطلاق مشاريع على نطاق أوسع. المعنى واضح – زيادة مستمرة، على المدى الطويل، في الطلب على العاملين. علاوة على ذلك، اختراق الـAI لا يتوقف عند الهايتك فقط. إنه يغيّر بالفعل ملامح الطب، التعليم، البنوك، التأمين، السياحة، وإدارة الموارد البشرية. “العالم كله يصبح رقميًا، والذكاء الاصطناعي هو الطبقة الجديدة التي تسرّع التغيير”، يقولون في صندوق بورتلاند. “كلما توسعت الاستخدامات – يزداد كذلك الاحتياج إلى أشخاص متمكنين من هذه اللغة الجديدة”.
الاستثمار المبكر في التدريبات على الـAI بدأ بالفعل يؤتي ثماره: 17% من مجمل المبتدئين (الجونيورز) الذين تم استيعابهم في الهايتك في إسرائيل خلال السنة الماضية، هم من أبناء المجتمع العربي – ووصلوا عبر برامج التدريب الخاصة ببورتلاند. هذه المعطيات تبيّن المساهمة الاجتماعية والقدرة على تحويل الرؤية إلى واقع.
في الواقع الجديد، المبتدئين (الجونيورز) هم تحديدًا من يقفون في نقطة انطلاق مثيرة للاهتمام. بينما يحتاج الموظفون ذوي الخبرة (السينيورز) إلى سد الفجوات والتأقلم مع الأدوات الجديدة، يدخل الجيل الشاب إلى السوق وهو مجهز بتدريب محدث ومتوافق مع الواقع. برامج صندوق بورتلاند تمنح خريجيها مناهج عمل مبتكرة، مهارات عملية، واستخدامًا مدروسًا لأدوات AI – بحيث يصلون إلى سوق عطش لهذه القدرات.
رامي شفارتس، المدير العام لصندوق بورتلاند، يختتم: “نحن لا نكتفي بتدريب تكنولوجي أساسي. كل دورة وكل تدريب لدينا يتضمن عملًا مكثفًا مع أدوات AI. خريجونا لا ينجون فقط من التغييرات – بل يصنعونها. الشركات التي توظفهم تستفيد من أشخاص جاهزين، مع مهارات يتعطش إليها السوق”.
رسالة صندوق بورتلاند واضحة وصريحة: الذكاء الاصطناعي لا يقضي على سوق العمل – على المدى الطويل، إنه يوسّعه. المبرمجون والمهندسون في المستقبل سيُطلب منهم أن يكونوا أكثر ذكاءً، أكثر مهنية، وأكثر كفاءة في استخدام الأدوات الجديدة. من يعرف كيف يتأقلم – لن يحافظ فقط على مكانه، بل سيكون هو من يقود القطاع إلى الأمام.
صندوق بورتلاند يعمل على توسيع حدود صناعة الهايتك – ليس جغرافيًا فقط، بل اجتماعيًا أيضًا. أنه يرصد المواهب من المجتمع العربي، يتيح لهم فرصًا للتوظيف والريادة، ويطور البنى التحتية اللازمة لدمج حقيقي لجماهير متنوعة في القطاع. بذلك يخلق محرّك نمو ليس فقط للهايتك – بل للاقتصاد الإسرائيلي كله.