باقة الغربية: من اللايقين إلى الثبات – قيادة تربوية في خدمة الشباب العربي

“مدرسة النجاح التكنولوجية هي نقطة ضوء في باقة… والتربية في باقة الغربية مشروع مجتمعي شامل ينطلق من رؤية ترى في الشباب مستقبلًا يجب بناؤه، لا مشكلة يجب حلّها”.
بهذه الكلمات افتتح رئيس بلدية باقة الغربية، المربي رائد دقّة، يوم أمس مؤتمر مديري ومديرات المدارس التكنولوجية والمفتان في المجتمع العربي.
برؤية واضحة ومسؤولية تربوية عميقة، احتضنت بلدية باقة الغربية، ممثلة بقسم المعارف وبالتعاون مع مدرسة النجاح الثانوية التكنولوجية ووزارة المعارف – قسم الأولاد والشبيبة في ضائقة، مؤتمرَ مديري ومديرات المدارس التكنولوجية والمفتان في المجتمع العربي. انعقد المؤتمر في المكتبة العامة، وجمع قيادات تربوية من مختلف البلدات تحت سقف واحد، بهدف التفكير المشترك، تبادل الخبرات، وبناء استجابات تربوية دقيقة وملائمة لاحتياجات طلابنا في واقع مليء بالتحديات.
بدأ المؤتمر بلحظة مؤثرة حملها الطالب آدم قيسي، رئيس مجلس الطلاب في مدرسة النجاح، الذي شارك قصته الشخصية بشجاعة وصدق. كانت كلمته مثالًا حيًا للقوة التي تولد حين يلتقي الطالب بإطار تربوي يؤمن به ويرافقه ويمنحه الفرصة والمساحة لإعادة صياغة مساره بثقة وأمل. وقد عكست قصته روح المؤتمر:
التغيير يبدأ حين يرى الطالب نفسه قادرًا على النجاح، وعندما يؤمن الإطار التربوي بطلابه تُفتح أمامهم طرق جديدة.
ثم تحدّث رئيس بلدية باقة الغربية، المربي رائد دقّة، بكلمة عميقة تركت بصمة واضحة على مجريات اليوم، قال فيها:
“مدرسة النجاح التكنولوجية هي نقطة ضوء في باقة… وباقة الغربية ليست مجرد مكان، بل فكرة نبني من خلالها مجتمعًا أفضل بهوية واضحة، قيم ثابتة، ومستقبل واعد”.
وأشار إلى أن التربية في باقة مشروع مجتمعي شامل ينطلق من رؤية ترى في الشباب مستقبلًا يجب بناؤه، لا مشكلة يجب حلّها، مؤكدًا أنّ المجتمع العربي يقف اليوم أمام مفترق طرق بين اليأس والإيمان، بين الخوف والرجاء، وبين الانكسار والبناء، وأنّ باقة الغربية اختارت البناء والنماء والمسؤولية، والإنسان أولًا.
وأوضح دقّة أن التربية هي “السلاح الأقوى الذي يمكن أن نغيّر به العالم، وننقذ به الأرواح، ونمنح به الأمل ونعيد الثقة”.
على مدار اليوم، قدّم ممثلو وزارة التربية والتعليم والبلدية رؤى ميدانية أكدت أهمية بناء منظومة دعم متكاملة حول الطالب، تمتد من البيت إلى المدرسة ومن المدرسة إلى المجتمع. كما تم عرض نماذج عملية من العمل التربوي المهني الذي تشهده باقة الغربية في السنوات الأخيرة، لتصبح نموذجًا يُحتذى به في تطوير المدارس التي تخدم الطلاب في دائرة الخطر.
وتضمّن المؤتمر محطات مركزية أبرزها:
محاضرة د. سمير قعدان التي لامست بعمق واقع الشباب في ظل الخوف وانعدام اليقين، وقدّمت رؤية مهنية حول دور القيادة التربوية في تحويل الخوف إلى قوة، والضياع إلى مسار.
حوار مهني غني تناول مفهوم “المنظومة التربوية الشاملة” وتشبيك الأدوار بين المدرسة والبلدية والأسرة والمجتمع.
عرض نماذج نجاح في بناء الهوية والانتماء والرابط العاطفي مع المدرسة، وهي عناصر أساسية تمنع الانزلاق نحو الطريق الخاطئ.
لم يكن المؤتمر حدثًا احتفاليًا فحسب، بل إعلانًا واضحًا عن رؤية تربوية جديدة:
المدارس التكنولوجية والمفتان ليست محطّات طوارئ، بل مساحات حياة تمنح الطلاب فرصة للنمو وإعادة البناء واستعادة الإيمان بأنفسهم.
وفي ختام اليوم، أكّد المنظّمون أن العمل مع أبنائنا الذين يواجهون تحديات حقيقية هو رسالة مستمرة ومسؤولية تتجدد كل صباح، تقوم على المهنية والشراكة والجرأة في اتخاذ القرارات التربوية التي تصنع الفرق.
لقد أثبتت باقة الغربية ومدرسة النجاح أن الرؤية الواضحة قادرة على الإلهام والتأثير، وأن المستقبل يبدأ عندما نمنح أبناءنا الثقة، والفرصة، والرؤية التي يستحقونها.






